الزكاة فريضة أساسية في الشريعة الإسلامية. فهي لا تعتبر مجرد عمل تطوعي صالح وطيب من الأعمال الخيرية. وإنما هي ركن أساسي من أركان الإسلام الخمسة، وفرض على كل مسلم بشروط معينة. فالزكاة حق للفقير في أموال الغني، ولا يجب إخراجها وهي تحمل معنى التفضل والامتنان، بل هي حق واجب على كل من اكتملت به شروط إخراج الزكاة.
شروط الزكاة
الزكاة واجبة على كل مسلم إذا بلغ ماله حد النصاب، وهو ما يعادل أو يزيد عن قيمة 85 جرام من الذهب عيار 21. أو إذا كان يمتلك ذهبًا بغرض الإدخار أو التجارة يساوي أو يزيد عن 85 جرام من الذهب عيار 21. ولا تجب الزكاة على الذهب المستخدم للزينة.
ومن الشروط الأخرى لإخراج الزكاة، مرور الحول، أي عام هجري كامل على بلوغ المال حد النصاب. فهنا تكون الزكاة واجبة. وقيمتها ربع العشر. وهو ما يعادل 2.5%. أي ألفان وخمسمائة جنيه لكل مائة ألف.
الزكاة في القرآن الكريم
تعد الزكاة حق لله في مال العبد. وذكرت مرات كثيرة في القرآن الكريم. قال تعالى في سورة التوبة: "خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ". صدق الله العظيم
وحدد القرآن الكريم أيضًا ثمانية مصارف للزكاة، وهي كما جاءت في سورة التوبة: "إنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ".
الزكاة في السنة النبوية
أكد الرسول صلى الله عليه وسلم أن الزكاة من أركان الإسلام الخمسة، قائلًا: "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان".
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خمس من جاء بهن مع إيمان دخل الجنة: من حافظ على الصلوات الخمس، على وضوئهن وركوعهن وسجودهن ومواقيتهن، وصام رمضان، وحج البيت إن استطاع إليه سبيلاً، وأعطى الزكاة طيبة بها نفسه".
وحذر الرسول صلى الله عليه وسلم من عدم إخراج الزكاة، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مانع الزكاة يوم القيامة في النار".
فضل إخراج الزكاة
بالتأكيد؛ الزكاة تقرب العبد من ربه، وتزكي صاحبها عند الله. فهي دليل على إطاعة أمر الله والحرص على إتباع تعاليم الشريعة الإسلامية. ومن فضل إخراج الزكاة أيضًا أنها تدل على إيمان صاحبها بالله واعترافه بفضل الله عليه، فيخرج الزكاة شكرًا للنعمة.
وقال تعالى في سورة التوبة: "خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"، فمن فضل إخراج الزكاة أيضًا أنها تطهر النفس وتبعدها عن البخل والشح، والزكاة أيضًا تحمي صاحبها من التعلق والتمسك الشديد بالدنيا، وتحرر القلب من عبودية المال.
بالإضافة إلى ذلك؛ فإن الزكاة تزكي المال، أي تطهره وتزيده وتبارك فيه. فهي زيادة في الدين ونماء في المال أيضًا. كما أن الزكاة تحقق مبدأ التكافل الاجتماعي، حيث يعطي الغني الفقير، ما يشيع المحبة والإخوة والمواطنة والإنسانية والتكاتف بين أفراد المجتمع.
ادفع زكاتك مع مؤسسة الزهراوان
تعد مؤسسة الزهراوان للتنمية المستدامة؛ إحدى الجهات المختصة بجمع التبرعات وأموال الزكاة. حيث تحرص المؤسسة على استقبال أموال الزكاة وصرفها في مصارفها الشرعية الثمانية. يمكنك معرفة المزيد عن مصارف الزكاة من هنا
وتسعى مؤسسة الزهراوان من خلال أموال الزكاة إلى تنمية الفئات المستحقة للدعم والأولى بالرعاية، وتحرص على سد احتياجاتهم الحياتية وتمكينهم اقتصاديًا، ما يساهم في تحويلهم إلى أشخاص منتجين ونافعين لأنفسهم وللمجتمع.
يمكنك إخراج زكاة المال مع مؤسسة الزهراوان من هنا.